الأحد، 16 سبتمبر 2018

الفشل الكلوي والقلب

 تعتبر أمراض الكلى، من أكثر الأمراض التي قد تصيب جسم الإنسان خطورة وإيلاما، وإن ظلت هذه الأمراض مهملة العلاج، فهي قد تؤدي إلى الإصابة بمراحل متقدمة من الفشل الكلوي، الأمر الذي قد يؤدي في نهاية المطاف إلى الوفاة.

وللتعرف أكثر على موضوع أمراض الكلى والفشل الكلوي، لابد أولا، من التعرف على عمل الكلى في جسم الإنسان؛ فالكليتان عضوان يشبهان حبتي الفول، وهما بحجم قبضة اليد، تتواجدان خلف جوف البطن، عند جانبي العمود الفقري، وعملهما الرئيسي، هو التخلص من السوائل الفائضة، وفضلات الدم على شكل بول، إذ يقوم الحالب، بنقل البول من الكليتين إلى المثانة، حيث يخزن هناك، إلى أن يقوم الجسم بالتخلص منه.

أما من أين جاءت هذه الفضلات؟ فهي موجودة في الدم، نتيجة تحلل نشاط العضلات والطعام المأكول، إذ يأخذ الجسم ما يحتاجه من الطعام، ويتخلص من الباقي، ليجري في الدم، فينتقل إلى الكليتين، وإذا لم تقم الكليتان بإزالة هذه الفضلات، فقد تتجمع في الدم، مسببة ضررا كبيرا لجسم الإنسان، كما تلعب الكليتان دورا في تنظيم ضغط الدم، وإنتاج خلايا الدم الحمراء، والحفاظ على متانة العظام.

الفشل الكلوي

يمكن تعريف الفشل الكلوي، على أنه تدهور في قدرة الكليتين، على ترشيح وتصفية الشوائب والنواتج الثانوية للجسم من الدم، نتيجة إصابتها بعطل ما، ونتيجة لذلك، تتراكم الفضلات، ويتجمع السائل في الجسم، فتصبح الكليتان غير قادرتين على أداء وظيفتهما الطبيعية.

ويمكن أن يظهر الفشل الكلوي على الصور التالية: الفشل الكلوي الحاد، الفشل الكلوي المزمن، الفشل الكلوي في المرحلة النهائية.

1. الفشل الكلوي الحاد:

يحدث نتيجة الفقدان المفاجئ لوظائف الكلى، وبالتالي يؤدي إلى تراكم السوائل والفضلات داخل الجسم، وما يتبع ذلك من اختلال لتوازن الكيماويات في الجسم، والتي يفترض في الكلى السليمة، أن تنظم عمليات التخلص من الفضلات في الحالات الطبيعية.

وتجتمع عدة عوامل، تساهم بشكل فاعل في الإصابة بالفشل الكلوي الحاد ومن أهمها:

• الهبوط المفاجئ لتدفق الدم في الكليتين: والذي يعد من أكثر الأسباب المؤدية للإصابة بالفشل الكلوي، ويحدث هذا الهبوط، نتيجة حدوث النزيف الشديد، وقد يحدث هذا أثناء العملية الجراحية، أو الصدمة، أو الجفاف الشديد، أو الإصابة بنوبة قلبية.

• تناول الأدوية المسببة للالتهاب الكلوي، أو تناول عقاقير سامة للكليتين.

• بعد إجراء العمليات الجراحية المعقدة.

• الإصابة بالجفاف.

• فشل في وظائف الكبد.

• تضيق الشريان الكلوي، أو انسداد أو إعاقة خروج البول من الكليتين، ويحدث هذا في حالات تضخم البروستات أو أورام المثانة، أو بسبب الأمراض التي تظهر في الكلى.

• الإصابة بداء السكري.

• حصول اضطرابات حادة للكليتين.

• الارتفاع المستمر في ضغط الدم.

• الإصابة بالصدمات أو الحروق أو الجروح الحادة.

• انسداد الكلى بالحصى.

تشمل الإصابة بأعراض الفشل الكلوي الحاد ما يلي:

• نقص كبير في إنتاج البول.

• الشعور بالغثيان، والتقيؤ وفقدان الشهية.

• الإحساس بالنعاس غير الطبيعي؛ ويجب ملاحظة أن الارتباك والنعاس، يسبقان الغيبوبة لدى المرضى، الذين لا يعالجون.

• الصداع.

• تورم الساقين مع تراكم السوائل.

• وقد تظهر تغيرات ذهنية مثل؛ الإعياء والهياج والارتباك وتقلبات المزاج.

علاج الفشل الكلوي الحاد غالبا ما يشفى معظم المصابين بالفشل الكلوي الحاد، بعد مرور بضعة أيام أو أسابيع أو شهور، حسب العامل المسبب، وذلك على اعتبار أن العلاج قد تم وبشكل صحيح، ويعتمد علاج الفشل الكلوي الحاد، على العامل المسبب، ودرجة شدته، ومشاكل متداخلة أخرى.

ويهدف العلاج إلى إيقاف استفحال الفشل الكلوي عن طريق علاج العامل المسبب له، ومن الضروري منع تراكم السوائل والفضلات الزائدة، وتشمل طرق العلاج ما يلي:

• تناول مدرّات البول لزيادة إخراج السوائل من الجسم.

• تحديد الكمية المتناولة من البروتين (حمية قليلة البروتين)؛ لتجنيب الكليتين التعامل معه.

• علاج الالتهابات الفوري.

• تناول العقاقير التي تزيد من تدفق الدم بالكلى.

• استخدام عقاقير للتحكم في مستوى البوتاسيوم بالدم.

• غسيل كلوي أو غسيل بريتوني أو تنقية دموية للمرضى، الذين لا يطرأ تحسن على حالتهم، إذا كان التلف الكلوي شديدا.

2. الفشل الكلوي المزمن:

وهو حالة خطيرة طويلة الأمد تصيب الكليتين، وتحدث تدهورا عاما ومستمرا في وظائفهما، وفي النهاية تسبب الفشل الكلوي في المرحلة النهائية.

وفي هذه المرحلة من الفشل الكلوي المزمن، تهبط وظائف الكلى إلى أقل من 25 % من المستوى الطبيعي، وبالتالي تفقد الكلى قدرتها تدريجيا، على ترشيح الفضلات من الدم، والتخلص منها في البول، ما يؤدي إلى تراكم السموم والسوائل في الجسم.

علامات وأعراض الفشل الكلوي المزمن

بداية تظهر أعراض قليلة قد لا تلاحظ كثيرا؛ ومن أهم هذه الأعراض:

• التعب العام وقلة النشاط، وفتور القوة.

• مرور نادر للبول.

• انقطاع النفس.

• الشعور بالغثيان.

• تشنج عضلي.

• آلام في الظهر.

وتتعدد الأسباب المؤدية للإصابة بالفشل الكلوي المزمن، وتعد خُمس حالات الإصابة مجهولة السبب، ومن الممكن أن تؤدي الأسباب التالية، إلى الإصابة بالفشل الكلوي المزمن:

• الإصابة بالأمراض المزمنة والتي لا يتم السيطرة والتحكم بها مثل؛ مرض السكر، وارتفاع ضغط الدم.

• الالتهاب الكلوي الكبيبي.

• التهاب كريات الكلى.

• الدفق العكسي (الارتجاعي) المثاني الحالبي.

• الالتهاب الكلوي والحوضي المتكرر.

• تناول بعض الأدوية بشكل كبير، وعلى مدى عدة أعوام، يمكن أن يدمر الكلى.

• التعرض للزئبق والرصاص.

• الانسداد طويل الأمد للسبيل البولي؛ بسبب تضخم البروستات.

• إصابة الأوعية الكلوية بالمرض.

مضاعفات الإصابة بالفشل الكلوي المزمن:

• توقف القلب، بسبب حدوث تغيرات في التوازن الكيماوي، وسيولة الدم بسبب الفشل الكلوي، حيث تتزايد مستويات البوتاسيوم في الدم؛ بسبب عدم قدرة الكلى على التخلص من البوتاسيوم الزائد، وهذا يمكن أن يسبب توقف القلب، بالإضافة إلى تأثيره على الجهاز العصبي.

• الإصابة بالأنيميا، فالكلى في حالتها الطبيعية تفرز هرمونات مهمة مثل؛ هرمون يسمى اريثروبويتين، الذي ينشط إنتاج خلايا الدم الحمراء، وفي حالة حدوث فشل كلوي مزمن، فإنه يتم إنتاج عدد أقل من خلايا الدم الحمراء، وتنشأ بالتالي الأنيميا.

• الإصابة بارتفاع ضغط الدم ولين العظام؛ وذلك لأن الكلى تنتج هرمونات تؤثر في ضغط الدم وقوة العظام، والتي تتأثر في حالة الإصابة بالفشل الكلوي المزمن.

علاج الفشل الكلوي المزمن

يرتكز علاج الفشل الكلوي المزمن، على المحافظة على وظائف الكلى أطول فترة ممكنة، ومنع أية مضاعفات، وتخفيف الأعراض، وعلاج العوامل المؤدية للإصابة به، كل ذلك وغيره عن طريق ما يلي:

• ضبط ارتفاع ضغط الدم، وحمض البول، والسكري لدى الأشخاص المصابين بهذه الأمراض.

• العلاج الفوري للالتهابات.

• تلقي حقن من هرمون الإريثروبويتين، لتنشيط إنتاج الخلايا الحمراء في حال الإصابة بالأنيميا.

•غسيل الكلى، وذلك عندما تفقد الكلى ما نستبه 90 % من وظيفتها، ويعمل غسيل الكلى على تنظيف الدم من مخلفات الجسم، بما في ذلك الأملاح الزائدة والماء باستخدام أجهزة طبية، ويتم الغسل إما عن طريق الغسل الدموي، أو الغسل البريتوني وذلك بالغسيل مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيا، وتتراوح مدة المرة الواحدة من ثلاث إلى أربع ساعات.

• زرع الكلى عندما تتوفر.

3. الفشل الكلوي في المرحلة النهائية:

يسمى الفشل الكلوي في المرحلة النهائية والأعراض التي يسببها "تبولن الدم" Uremia، ويصل الفشل الكلوي إلى مراحله النهائية عندما تهبط وظائف الكلى إلى أقل من 10 %، من مستوى عملها الطبيعي، أي تصبح الكلى غير قادرة على أداء مهامها، بالتخلص من النفايات والماء الزائد من الجسم، وتعود هذه الوظائف عبر عملية غسيل الكلى، أو في حال زراعة كلية جديدة.

أعراض الفشل الكلوي في المرحلة النهائية:

• انخفاض كمية البول الذي يتم إنتاجه يوميا (حتى لو زاد عدد مرات التبول).

• الشعور بالإعياء والغثيان وفقدان الشهية تدريجيا.

• الشعور بالإعياء وحكة الجلد والصداع والقيء والارتباك والتشنجات وقصر النفس بسبب تراكمات السوائل والأنيميا.

• مشاكل في الجهاز الهضمي، وفي القلب.

علاج الفشل الكلوي في المرحلة النهائية

من الضروري علاج العامل المسبب للتلف الكلوي، ويعتمد العلاج على درجة الفشل الكلوي، والفشل الكلوي في المرحلة النهائية مرض مهلك، ما لم يتم غسيل الكلية بانتظام أو تتم عملية زراعة الكلية.

وبلا شك، فإن الغسل الكلوي أو زرع الكلية أو الاثنين معا، يمنحان كثيرا من مرضى الفشل الكلوي في المرحلة النهائية الفرصة للتمتع بحياة طبيعية نسبيا.

التاريخ المرضي وقلة شرب السوائل يزيدان الإصابة بحصى الكلى

تتشكل حصى الكلى عادة، عندما يصبح البول عالي التركيز، ما يؤدي إلى تحول وتشكل المواد المعدنية، ومواد أخرى إلى بلورات في الكليتين، ومع الوقت قد تتجمع هذه البلورات معا لتشكل حصى، وقد تبقى هذه الحصى في الكلية أو تنتقل إلى الجهاز البولي، فإذا كانت الحصى صغيرة، فقد تخرج خارج الجسم، من دون أن تسبب ألما كثيرا، ولكن إذا كانت كبيرة، فمن الممكن أن تعلق في الحالب أو المثانة أو الإحليل، مسببة انسدادا في مجرى البول والتسبب بألم موجع للغاية.

وليست كل حصى الكلى متشابهة، بل هناك أربعة أنواع رئيسية من حصى الكلى، هي:

• حصى الكالسيوم: وهو الأكثر شيوعا من بين الحصى المتكونة في الكلى.

• حصى ستروفيت (Struvite): وهي أكثر عند النساء منه عند الرجال، وفي معظم الحالات، يكون سبب وجود هذا النوع، التهابات مزمنة في الجهاز البولي سببها بكتيريا.

• حصى حمض البوليك: تتشكل هذه الحصى من حمض البوليك، وهو ناتج ثانوي لعملية أيض بروتيني، وقد تصاب على الأرجح بهذا النوع من الحصى إذا خضع الشخص للعلاج الكيماوي، أو كان نظامه الغذائي غنيا بالبروتين، أو لديه عوامل جينية معينة تعرضه لهذه الحالة.

• الحصى الكيسية: أقل أنواعها انتشارا، تتشكل عند الأشخاص الذين يعانون من اضطراب وراثي، يجعل الكلى تفرز كميات كبيرة من نوع معين من الأحماض الأمينية.

أعراض حصى الكلى

لا تظهر أي أعراض عادة، إلا إذا كان حجم الحصى كبيرا، أو أحدثت انسدادًا، أو صاحبها التهاب، أو انتقلت إلى الجهاز البولي، عندها يحدث ألم شديد، يبدأ من منطقة الظهر أو الجنبين، تتفاوت مدته من خمس إلى عشر دقائق، وهذا الألم هو أكثر الأعراض شيوعا، وإذا توقفت الحصاة فمن الممكن أن يتوقف الألم.

ومن الأعراض الأخرى التي تصاحب هذا المرض، وجود الدم في البول، أو عدم صفائه أو خروجه برائحة كريهة، كما يمكن أن يصاب الشخص بالغثيان والقيء والحمى والقشعريرة، ويذهب للتبول كثيرا.

عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية إصابة الأفراد بحصى الكلى:

• قلة شرب السوائل.

• التاريخ العائلي أو الشخصي: إذا كان شخص من عائلتك مصابا بحصى الكلى، فعلى الأرجح أن تصاب أنت كذلك بها، وإذا أصبت بحصاة واحدة أو أكثر، فستزداد فرص إصابتك بواحدة جديدة مرة أخرى.

• يـتـراوح عـمـر مـعـظم الأشخاص الذين يصابون بحصى الكلى بين 20 و70 عاما، كما يكون الرجال معرضين للإصابة بحصى الكلى أكثر من النساء.

• امراض معينة: من الممكن ان تزيد فرصة اصابتك بحصى الكلى، اذا كنت تعاني من امراض وراثية نادرة، مثل مرض حماض كلوي انابيبي (renal tubular acidosis) وبول سستيني، هذا بالاضافة الى اصابة الشخص بأمراض شائعة اخرى مثل: النقرس والتهابات مزمنة في الجهاز البولي وفرط الدرقية.

• أدوية معينة: قد تكون للأدوية آثار مختلفة تتسبب في تشكل الحصى، فعلى سبيل المثال، قد تزيد أدوية إدرار البول فرصة إصابتك بحصى الكلى في بعض الحالات، وتقللها في الحالات الأخرى، وإذا كنت معرضا لذلك الخطر، فننصحك بزيارة الطبيب أو الصيدلي والتأكد منه بهذا الخصوص.

• النظام الغذائي: إن النظام الغذائي الغني بالبروتين مثل؛ اللحوم والدجاج والسمك والذي يفتقر إلى الألياف مثل؛ الفواكه، والخضراوات والحبوب الكاملة، يزيد من فرصة إصابة الشخص ببعض أنواع حصى الكلى.

• قلة الحركة: ستكون عرضة أكثر للإصابة بحصى الكلى، إذا كنت من الأشخاص الذين يحبون الجلوس كثيرا، أو البقاء في الفراش لفترات طويلة؛ وذلك لأن قلة الحركة، تؤدي إلى أن تطلق عظامك كميات كبيرة من الكالسيوم.

علاج الإصابة بالحصى

أما بالنسبة للعلاج، فيختلف علاجها نظرا لنوع الحصى الموجودة في الكلى وسبب حدوثها، فمن الممكن أن تخرج الحصاة من خارج الجهاز البولي، بمجرد شرب الكثير من الماء، وبقاء الشخص نشطا.

وبالنسبة للحصى التي لا يمكن معالجتها من خلال اتخاذ الإجراءات الوقائية؛ إما بسبب حجمها الكبير جدا، لدرجة أنه لا يمكن أن تنتقل خارج الجهاز البولي، أو بسبب حدوث نزيف، أو حدوث ضرر في الكلية، أو وجود التهابات مستمرة في الجهاز البولي، فتتطلب علاجا مختصا، ومن بين الإجراءات التي يتخذها الأطباء ما يلي:

• جهاز تفتيت الحصى (Extracorporeal shock wave lithotripsy): هذا الإجراء شائع لعلاج حصى الكلى، إذ يتم استخدام الصدمات الموجية لتفتيت الحصى إلى قطع صغيرة جدًا، لتنتقل فيما بعد إلى البول، وفي بعض الحالات، يكون المريض مغمورًا بالماء جزئيا، في حوض من الماء خلال إجراء العملية، وفي حالات أخرى، يستلقي المريض على وسادة طرية، وعادة يتم تخدير المريض، أو إعطاؤه مسكنا يخفف الألم الذي تسببه الصدمة الموجية، وينطلق صوت عال في كل مرة يتم فيها إطلاق الصدمة الموجية، لذا يتم إعطاء المرضى سماعات للأذن لحماية آذانهم.

• جراحة فتح الكلية واستئصال الحصى (Percutaneous nephrolithotomy).

• إزالة الحصاة عن طريق التنظير (Ureteroscope stone removal): يستخدم هذا الإجراء، عندما تكون الحصاة عالقة في الحالب، حيث يتم اصطياد الحصى باستخدام منظار خاص بالحالب

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 

تعريب وتطوير: www.tempblogge.blogspot.com
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Facebook Themes custom blogger templates